أخبار وطنية نبيهة كمون التليلي (رئيسة الغرفة الوطنيّة لرياض الاطفال): ما يحدث في الرياض القرانية يهدّد الطفولة ويصنع جيلا متزمّتا
انتشرت بعد الثورة عديد رياض الأطفال التي اطلق عليها اصحابها اسم الرياض القرآنية في تحد كبير للقانون باعتبار تخرج عن سيطرة سلطة الإشراف لا فقط ذلك بل الأخطر أنها تبشر بثقافة جديدة حيث يحرص بعض المشرفين عليها إلى الفصل بين الأناث والذكور واعتماد مناهج يغلب عليها الطابع الديني المتزمت الذي لا يمت لثقافتنا بشيء تنتشر أحيانا تحت غطاء بعض الجمعيات التي لا نعلم مصدر تمويلها،أطفال في عمر الزهور يمجدون بن لادن ويرفعون شعار الجهاد.
باستثناء جمعية نور البيان التي تنشط في تونس منذ سنة 2007 والتي حصلت على الترخيص القانوني فإن بقية الروضات عددها مجهولا وأصحابها لا نعلم عنه شيئا وهو ما أكدته لنا نبيهة كمون التليلي رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الأطفال التي أطلقت صيحة فزع بسبب الأخطار التي تتهدد الطفولة من خلال هذه الرياض القرانية ،حيث أكدت لنا أننا كلنا ندين بالإسلام وذكرت بأن رسولنا الكريم نادى بتعليم الأطفال وهم يلعبون واقتداء بسنته ترى أن ما تمارسه الرياض القرانية بعيد عن الإسلام لأنه يغرس في أبنائنا روح التزمت والانغلاق هذا دون الطريقة والمنهج السقيم في التعليم من خلال اعتماد القران وحده في التعليم متسائلة «هل يعقل أن ننظلق في تعليم أبنائنا انطلاقا من ايات قرانية ؟ونجبر بنات صغيرات لم يتجاوزن الرابعة سنوات على لبس الخمار؟...».
لا رقيب في الأحياء الراقية والشعبية
قد يعتقد البعض أن هذه الرياض الفوضوية تنتصب عادة في الأحياء الفقيرة والشعبية حيث تقطن العائلات ذوي المستوى الثقافي المحدود والحقيقة غير ذلك وهو ما أكدته لنا السيدة نبيهة التليلي حيث أفادتنا أن أحياء راقية كالنصر والمنازه توجد فيه عديد الرياض القرانية التي لا تلتزم بالمقررات والمناهج المعدة خصيصا للأطفال وهو ما قد يفرز لنا جيلا منبتا وبعيدا عن ثقافتنا وحضارتنا ومبادئ ديننا الحنيف المتنور المتسامح مؤكدة أن عديد الجمعيات تتبنى هذه الرياض وتدعمها ماديا،وقد بلغنا أيضا أن بعض المؤسسات والجمعيات السعودية تدعم هذه الرياض بالكتب والمعدات. والسؤال الذي يطرح نفسه أي مصير لأطفال لا تلتزم الرياض التي يؤمونها بمناهج التعليم الوطنية؟ ويتلقون دروسا لا تمت لواقعنا وفيها تحريض على العنف والكراهية والتمييز بين الجنسين، والأخطر أن هذه المدارس الفوضوية لا رقابة عليها من طرف سلطة الإشراف فهي غير معنية بكراس الشروط ولا بالبرنامج التعليمي وأصحابها لا يدفعون الأداءات ويشغلون من لا شهائد لهم.
إنهم يتاجرون بالدين
وتساءلت السيدة نبيهة التليلي أثناء حديثنا معها عن دور سلطة الإشراف ممثلة في كتابة الدولة للمرأة التي طالبتها بتحمل مسؤوليتها وإحكام رقابتها لرياض الأطفال خاصة منها التي تدعي أنها روضات قرانية وتدعي بأنها تربي الناشئة على الدين والأخلاق في حين أن الغاية الأساسية هي جني الأرباح بعد أن أصبحت المتاجرة بالدين تدر المال الوفير، وحذرت السيدة نبيهة من أن تستفحل الظاهرة ونكون بذلك قد كونا جيلا متزمتا يحمل رؤية أخرى للدين تقوم على تمجيد الجهاد والفصل بين الجنسي قائلة: «كلنا مسلمون ولا حاجة لمن يريد أن يكون وصيا على الدين.
عبد اللطيف العبيدي